Tuesday, January 10, 2012

الطابور الخامس لا يسلق إلا البيض

عندما يغيب (بَلّةْ الغَايِبْ) عن الواقع!
الطابور الخامس لا يسلق إلا البيض!!!

طلال الناير

الشيخ (بلة الغايب)؛ أحد أشهر الشيوخ وأحد أكبر المنجمين والمتنبئين في البلاد، تراجع عن أقواله السابقة بأن المشير البشير سوف يحكم السودان 23 سنة، قال بأن عمر البشير سوف سوف يحكم السودان لـ 31 سنة، قابلة للمضاعفة، شاء من شاء، وأبى من أبى، لأن "اللهُ  وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ"، وقال بأن منسوبي المعارضة ما هم إلا "سلاقين بيض ... ما جايبين خبر". الجنرال البشير قال في إحدي خطاباته الجماهيرية أن ثورات الربيع العربية الحالية بدأت من السودان عام 1989، وأن كل الإنتفاضات التي قامت ضد حكم العسكرتارية العلمانية ما هي إلا إمتداد لتجربة الإنقاذ التي كان لها السبق في المناداة بـ(بسط الحريات والعدالة)، ولكن الشيخ بلة الغايب رغم تأييده الحماسي لحكم البشير إلا أنه قد خالفه الرأي عندما إعتبر بأن ثوار الربيع العربي ما هم إلا "طابور خامس" يقومون بتعبئة الناس بالأكاذيب، وأن ما يجري ليس (ثورة)!!


وحسبي بأن الشيخ بلة الغايب يفكر بعكس أي منطق أو قانون نعرفه، فهو يظن بأن عمر البشير ونظامه العسكري شئ في حكم الصحيح المطلق! الفيزيائي (ألبرت أنشتاين) أحدث ثورة غيرت كل قوانين الفيزياء عندما أثبت بأن كل المقاييس في الكون نسبية؛ الزمان والمكان، كل شئ نعرفه نسبي، حتي الأشياء التي نراها بأم أعيننا فأن تفسيرها يختلف من شخص لآخر، ومن كائن لآخر! فإذا كان ذلك الشئ في عالمنا المادي الملموس فما بالك بشأن يتعلق بعالم الميتافيزيقيا والروحانيات! راعي الأغنام في بواديه يدرك بفطرته البسيطة أن الإستمرار المطلق فكرة مستحيلة فتراه يقول لك بكل بساطة: "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، والفنان الكردفاني عبد القادر سالم غني بهذه الحكمة الشعبية وقال: (ما دوامة ... دنيا ما دوامة)! ولكن الشيخ (بلة الغايب) أبى إلا أن يسبغ صفة الإستمرارية المطلقة علي حكم الجنرال البشير، فقام بلة الغايب بالتدثر بلبوس النبوة والإفتاء بما يشبه الوحي عندما راح يحسب  المدة الكلية لحكم البشير، بالسنة واليوم، ويعلن الرجل بكل تبجح بأنه مسئول أمام الله عن كل ما يقوله!


يعلن الرجل مسئوليته الكاملة عن صحة إدعاءه، ولكنه نسي بأن أي مسلم بسيط يؤمن إيماناً قطعياً بأن الغيب وعلم المستقبل إنما هو من إختصاص الله وحده، فتأمل الجراءة علي الله! فإذا كان هذا الشيخ يخبر الله بما في باطن المستقبل بمثل هذه الوقاحة فعندها فهو يمتلك ذخيرة من اللؤم تجعله يتطاول علي المعارضة السودانية وثوار الربيع العربي بدمٍ بارد، ويجعله متأكداً "ألف الأف" بأن البشير سوف يستمر للحكم لـ 31 سنة و 25 يوم، "لا تنقص سنتي واحد ... ولا تنقص يوم"، وهي قابلة للزيادة لأن ألله قد أطلعه علي هذا الشئ! ولكنني أظن بأن الرجل يقصد بأن البشير سوف يحكم (ما تبقي من السودان) لمدة 31 سنة، فالجنوب قد أنفصل والبلاد الآن بها ثلاث جبهات للحرب، وهي حروب قابلة للزيادة، تماماً مثل حكم الجنرال البشير!



الشيخ بلة الغايب لا يزال يعيش بذاكرة الحكم الثيوقراطي المطلق فيما قبل العصور الوسطي، وهو لا يزال يؤمن بفكرة الحكم الإلهي، وهو ينسي بأن الجنرال البشير يجلس حالياً في الحكم بناءً علي نتائج إنتخابات شكك الكثيرون في نتائجها، ولكن رغماً عن ذلك فهذه الإنتخابات أعطت تفويضاً واضحاً للرئيس البشير بالإستمرار في الحكم من العام 2010 وحتي العام 2014، بمعني أن وجود البشير في السلطة نفسه محدود وغير مطلق، والبشير وجماعة الإنقلابيين الإسلاميين أدركوا بأن إستمرارهم في السلطة لابد أن يكون عن طريق الديموقراطية التي إنقلبوا عليها، وعندما أستدعي الأمر الإحتكام للديموقراطية قام الإنقلابيون الإسلاميون بفبركة إنتخابات شكلية عام 1996 وعام 2010 ليظهروا بأنهم يؤمنون بالتعددية والديموقراطية، وهذه الفعلة كانت هزيمة لفكرة الإنقلاب العسكري وتبريراتهم لتقويض الحكم الديموقراطي. لقد إجتهد العسكر لإثبات أن الحكم الديموقراطي كان فاسداً فكانوا دوماً يعيدون في التلفزيون عبارة زين العابدين الهندي في الجمعية التأسيسية التي يقول فيها: (دي ديموقراطية لو شَالا كلب مافي زول بيقول ليهو جَرْ)، ولكن الحسابات علي الأرض جعلتهم يحتكمون إلي ديموقراطية مزيفة لتبرير إستمرارهم في الحكم أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي!


هل إنجازات عمر البشير تجعل البعض يتحمسون لإستمراره في الحكم بهذه الصورة؟ فإذا أخذنا مؤيدي البشير بأعتباره قائد إسلامي فنتائج مشروع الدولة الدينية للبشير تطعن في كفاءته  للأستمرار، فالفساد السياسي والمالي البائن للأسلاميين تدين نزاهة القائمين علي أمر البلاد؛ والمليارات التي يتم نهبها كل عام في ظل دولة الإستخلاف الإسلامية تبرهن بأن ولاة الأمر تنقصهم الأمانة التي سوف يسألهم عنها الله يوم القيامة. الفساد الإجتماعي لا يحتاج لكثير من الشرح لتبيان أمره، ولكن هناك من لايزال مستمراً في وصف البشير بأنه (للرب بيشير) كما تقول إحدي المدائح النبوية.


ما يثير تعجبي بالنسبة لموضوع المدائح النبوية إنها سابقاً تهدف الإبتهال لله ومدح النبي محمد وصحابته وآل البيت، ولكن مع دولة المشروع الحضاري أصبح المداح ينشدون المدائح الدينية للحكام وشركات الإتصالات، وشركات الطيران والنقل البري!

و رجوعاً لموضوعنا، أما مؤيدو عمر البشير كقائد عسكري ورئيس لجمهورية السودان فأعتقد بأنهم مخطئون في ذلك وذلك لأن نتائج بقاء البشير في السلطة كلف الدولة الكثير من الخسائر الإقتصادية والسياسية والتي لم تحصل في أي عهد من العهود السابقة، ففي عهد البشير إنفصال جنوب السودان وقابلت الحكومة مطالب الجنوبيين بإصلاحات سياسية وإقتصادية بإعلان الحرب المقدسة ضدهم؛ رفعت الحكومة راية الجهاد ضد مواطنيها لأنهم طالبوا بحقوقهم!

وفي عهد البشير فُتحت جباه جديدة للقتال، فمات قرابة النصف مليون دارفوري وتشرد الملايين من سكان الإقليم. سابقاً كان مبرر الحرب ضد الجنوبيين أنهم (كفار) وضد الإسلام، ولكن لتبرير حرب دارفور لم يجد الرئيس البشير أفضل من شماعة الإستعمار وطمع الدول الغربية في يورانيوم دارفور، لاحقاً أصبحت التهمة موالاة أبناء دارفور لإسرائيل وتهديدهم للوجود العربي في السودان، فإنتقل الصراع من خانة الصراع علي الموارد والسلطة والثروة ليضحي صراعاً عنصرياً صريحاً بين العرب والأفارقة، أصبحت حرباً عرقية بإمتياز في أرض دارفور المسلمة بنسبة 100%، إنها دارفور التي كان أبناءها يقدمون الكسوة للكعبة بأصبحوا بفضل بروبوغاندا المشروع الحضاري "عملاء للصهيونية والغرب"، فتأمل!




إستمرار عمر البشير في السلطة، بأي تبرير ديني أو سياسي شئ غير مقبول، فبفضل الرجل أصبح السودان دولة محاصرة سياسياً وإقتصادياً، وأمسي الرئيس الطريد الأول للعادلة الدولية، وأضحي إسم السودان مقروناً بالهوس الديني وإغتصاب النساء والفساد السياسي والإنهيار الإقتصادي! أصبحنا النموذج المثالي لدراسة أحوال الدول الفاشلة، فقبعنا في ذلك المقياس الذي أبتدعه المؤرخ الأمريكي (ناعوم تشوميسكي) للدول الفاشلة وذلك في كتابه القيم:
Failed States:
The Abuse of Power and the Assault on Democracy



ظلت مجلة (فوريون بوليسي) الأمريكية تقوم بتجديد هذا المؤشر سنوياً، وأنقل هنا إقتباس مترجماً من المجلة يرجع إلي العام 2005 وفيه تعريف بمصطلح الدول الفاشلة:









" يتم تعريف "الدول الفاشلة" على أنها تلك الدولة التي لا تستطيع القيام بالوظائف الأساسية المنوطة بها (توفير الأمن، تقديم الخدمات العامة، إدارة آليات السوق، الإدارة الكفء للتنوع الاجتماعي في الداخل بل وتوظيفه) بالإضافة إلى معاناة مؤسساتها من الضعف الهيكلي والوظيفي. باختصار هي الدولة غير القادرة على القيام بمسئولياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتزداد خطورة هذه الدول مع ازدياد حدة الأزمات لأن الدولة الفاشلة غير مهيأة لمواجهة المستجدات والمخاطر الداخلية والخارجية، تلك الأزمات التي تبرز عوامل "الفشل" الكامنة في الدولة، وتزيد من احتمالات تحول هذه الدولة إلى تهديد للسلام والاستقرار الدوليين.
يرتب المقياس 177 دولة حسب درجة إخفاقها في أداء وظائفها. ويعتمد التصنيف على تحديد مؤشرات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية قابلة للقياس الكمي تُعبر عن وضع الدول في هذه المجالات. كما تعبر تلك المؤشرات عن كفاءة أداء ووظيفية نظام الحكم القائم وقدرته على القيام بالمهام المنوطة بالدولة، بحيث تعكس النتائج الإجمالية لهذه المؤشرات درجة فشل الدولة، لتصبح أعلى الدول حصولا على النقاط هي الأكثر فشلاً والتي تحصل على رقم (1) في القائمة، وهكذا تنازليًّا حسب مجموع النقاط وصولاً إلى أكثر الدول استقرارًا في نهاية القائمة صاحبة الترتيب الأخير رقم (177). وتعتمد النتائج الصادرة على أكثر من 30.000 مصدر متاح للمعلومات عن الدول".



في العام 2006 كان السودان يتصدر مؤشر الدول الفاشلة بإمتياز ولكن فترة الإستقرار النسبي الذي حصلنا عليه بعد توقيع إتفاقية نيفاشا أبعدتنا عن الصدارة قليلاً لنحتل حالياً المرتبة الثالثة عالمياً بالنسبة للدول الغير مستقرة برصيد 108.7 نقطة، أما مركز الوصافة فآل لدولة تشاد الشقيقة، والصدارة طبعاً محجوزة للصومال في المرتبة الأولي!
بالقليل من التمعن يمكن التوصل إلي حقيقة أننا فاشلنا في كل معايير المؤشر؛ فالدولة السودانية لا تستطيع السيطرة بفعالية علي أراضيها، والمعني هنا السيطرة السلمية بواسطة سلطة القانون، وليست السلطة العسكرية وقة السلاح! نحن نعاني بشدة من تآكل السلطة الشرعية وفشلنا كدولة فشلاً بائناً في إتخاذ قرارات جماعية مرضية للجميع، دولتنا فاشلة في توفير الخدمات العامة بصورة معقولة، فأصبح المواطن يشتري بأمواله حقوقه الأصيلة في خدمات أساسية كالتعليم والصحة والرعاية الإجتماعية!
الدولة السودانية تحت حكم البشير فقدت القدرة علي التفاعل الإيجابي مع المجتمع الدولي، فأصبح السودان أكبر دولة مصدرة للاجئيين في العالم، توسعت دائرة الحروب الداخلية لتطال دول الأقليم، فأمسي السودان مهدداً للسلم الأقليمي والدولي تحت ظل حكومة كانت تتبجح حتي وقت قريب بأنها المأؤي الأمين لكل الإرهابيين الإسلاميين. فشل حكومة الإنقاذ في إدارة البلاد جعلها تشن حروباً علي مواطنيها فتسببت في مقتل الملايين وهو ما جعل المحكمة الجنائية الدولية تقوم بإصدار مذكرة إعتقال دولية بحق عمر البشير بناءً  علي الأدلة المتوفرة لديها، وهي الأدلة التي جمعها فريق المحكمة الدولية بعد زيارة لويس مورينو أوكامبو للسودان عام 2005! أصبح رئيس جمهورية السودان أول رئيس في العالم تُصدر بحقه مذكرة إعتقال دولية وهو لايزال في السلطة، وهو أول متهم تطلب المحكمة بالقبض علي بتهمتي الإبادة الجماعية والقيام بجرائم ضد الإنسانية (معاً)، فيا عظمة الإنجاز وأهمية هذا السبق العالمي!!



أتوقع في مؤشر هذا العام أن ننازع بقوة الصومال علي مقعد صدارة الدول الفاشلة، فالبلاد حالياً بها ثلاث جبهات داخلية للقتال، وتوجد حرب متوقعة مع دولة جنوب السودان بسبب عدم حل قضايا ما بعد الإنفصال مثل الحدود والبترول وخلافه، ومع الأزمة الإقتصادية الطاحنة وإستحالة إجتثاث الفساد فسوف نحصد الكثير من النقاط التي تؤهلنا لإعتلاء صدارة الدول الفاشلة!


نشر الباحث (كريستان بلاندفورد) تقريراً عن السودان في موقع منظمة (The Fund For Peace) بتاريخ 31 أكتوبر 2011، يتناول فيه بالتفاصيل والرسومات البيانية موقع السودان في مؤشر الدول الفاشلة الواقع في المنطقة الحرجة باللون الأحمر، يمكن لمن يريد الإطلاع علي التقرير كاملاً فالرجاء زيارة هذا الرابط.



عضو مجلس ثورة الإنقاذ؛ العميد صلاح الدين كرار، قال بأن أحد مبررات إنقلاب الإنقاذ هو (إنقاذ) الأقتصاد الوطني من الإنهيار، فهو زعم أن وصول الإسلاميين للسلطة منع الدولار من الوصول إلي حاجز الـ 20 جنيه! فإذا قمنا بمحاولة مبسطة لتقييم الإقتصاد السوداني بأخذنا سعر الدولار كمقياس لقيمة العملة وقوتها فسنجد أن العملة السودانية إستزفت قيمتها بصورة تراجيدية! فإذا أخذنا في الإعتبار أن الدولار كان يساوي 17 جنيه عام 1989، وراعينا عملية تغيير العملة في بداية التسعينات والتي علي إثرها أصبح (دينار الإنقاذ الإسلامي) يساوي 10 جنيه من (جنيه الديموقراطية الغير إسلامي) ولاحقاً تم تبديل الدينار بـ(جنيه نيفاشا نصف الإسلامي) والذي يساوي 1000 من العملة السابقة. اليوم الدولار في السوق يساوي 4.8 بـ(جنيه الجمهورية الثانية الإسلامية)، فإذا قمنا بعملية إسترجاعية لقيمة الجنيه "الحقيقية" فإن السعر الحقيقي جنيه مقابل الدولار هو أقل بما يقارب الخمسين ألف مرة من قيمته عام 1989!!!



قبل بضعة أيام أُصدر بحث عن السياسات الإقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإحتل السودان المرتبة ما قبل الأخيرة، أي ثاني أفضل الفاشلين، بعد فقدانه أكثر من نصف موارده الإقتصادية، وقد شارك صندوق النقد الدولي في إعداد هذا البحث! ومع هذه العيشة المضنكة ذهب من قنطوا من خير الدولة إلي الخلاء للتنقيب عن الذهب مغامرين ومقامرين بأرواحهم في سبيل الحصول علي بصير أمل في خضم هذه العتمة، ولكن الشيخ بلة الغايب قال لهم أن مناطق الذهب ما هي إلا مملكة الجن التي يحكمها الجن الكافر (شمهروش)! فبعد كل هذا ما هو الدافع الذي يجعلنا نؤيد إستمرار البشير علي سدة الحكم بعد أن أغلقوا علينا باب الأمل بواسطة شياطين الإنس والجن؟



أتمني من الشيخ بَلّةْ الغَايِبْ أن يقوم بإجزال العطاء لجماعته من الجن والشياطين الذين يقومون بجلب أخبار المستقبل وخفايا الغيب، وأنا أقدم لهم الشكر والتحية علي هذا الجهد المقدر، ولكنني أطلب من الشيخ بَلّةْ الغَايِبْ أن يخفف عليهم مشقة هذه المهمة العسيرة، وأن يجعل مهمتهم فقط محصورة في رصد تفاصيل الواقع اليومي للشعب السوداني، فأي من هؤلاء الجن سوف يتمكن بسهولة من تعريف الشيخ الجليل بـ(الربيع العربي) بدلاً إظهار جهله الواضح بهذه الأحداث الجسام التي غيرت جيوبوليتيكا الأقليم، إستفسار بلة اللغايب من جماعته من الجن كان سيغنيه عن سؤاله للشخص الذي يحاوره:
"تغيير كيف؟ الربيع العربي؟ كيف دي؟ فسرها لي!".

الشيخ بلة الغايب يصرح علانية بخفايا المستقبل بالرغم من أن غالبية علماء المسلمين يحكمون بالكفر والردة على القائلين بعلم خبايا الغيب، ولعل الرجل لا يعمل بأن سلطات الحكم السلفي في السعودية نفذت أحكاماً بالأعدام في رفاقه من المشعوذين والسحرة والمنجمين الذين كانوا يشاركون شيخنا هذا في هذا السلوك. السعودية كانت تعدمهم بقطع رؤوسهم بحد السيف، وبعضهم كانوا سودانيين!


تخصصت إحدي الصحف الإجتماعية السودانية في رصد التصريحات النارية لإمام الجامع الكبير والتي منها أن ممارسة الفتيات لكرة القدم حرام وأن تحركاتهن في الملعب لا تقوم بها إلا المرأة في الفراش! ولإمام مسجد الجامع الكبير مناوشات شبه يومية مع الفنانين آخرها مطالبته للمغني محمد وردي التفرغ للعبادة! ولكن لماذا لا ينصح إمام الجامع الكبير زميله في المهنة الشيخ بلة الغايب ويطالبه بالتعمق قليلاً في الدين ومعرفة حكم التنجيم رجماً بالغيب؟

أخيراً أود طلب خدمة متواضعة من الشيخ الجليل بلة الغايب ومن جماعته من الجن والشياطين؛ أخصائيي التحليل الإستراتيجي وقراءة المستقبل، معرفتي المتواضعة في مجال المصطلحات السياسية خذلتني في فهم مقصدكم، لذا فسؤالي هو:

"ما هو المقصود بمصطلح سلق البيض؟"

No comments: