Saturday, December 31, 2011

الحجابوفوبيا: تشويه الفن والقيم














المرود يفقأ العين عند تجميلها بالكحل!
الحجابوفوبيا: تشويه الفن والقيم


طلال الناير
دعاني صديقي؛ التشكيلي (ساري أحمد عوض)، لحضور معارض البكلاريوس بكلية الفنون الجميلة التي كانت مدرسة لعظماء التشكيليين السودانيين، وإحدي بقاع الإستنارة والجمال في البلاد. ما لاحظته هو الوجود الكثيف للطلاب السلفيين والأسلاميين في كلية الفنون الجميلة، أستغربت من إنتساب ذوي اللحي الطويلة والسراويل القصيرة للكلية في مفارقة غريبة تتمثل في أن الكثيراً من علمائهم ومشايخهم يتخذون موقفاً واضحاً من القضية، فهم يحرمون في الرسم والنحت في المطلق، ناهيك عن دراستها وإمتهانها، وهم يجزمون بأن الفنون مخالفة للقرآن والسنة النبوية، وليس لديهم أدني شك في تحريم رسم أو تصوير الكائنات الحية، سواء باليد أو بواسطة الكاميرا، وهذا الحكم يدخل فيه كذلك نحت التماثيل، سواء كانت لكائنات حية أو حتي طبيعة صامتة. والكثير من النصوص الدينية في الإسلام تذم المصورين والنحاتين وكل إنتاجهم الفني بصورة واضحة لا لبس فيها. الشيخ عبد الرحمن السحيم؛ عضو مركز الدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية قال في فتواه عن حكم الرسم مستعيناً بالأحاديث النبوية:

جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: يا أبا عباس إني إنسان إنما مَعِيشتي مِن صَنعة يَدي، وإني أصنع هذه التَّصَاوِير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلاَّ مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، سَمِعْتُه يقول:


مَنْ صَوّر صُورة فإن الله مُعَذِّبه حتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوح، وليس بنافخ فيها أبدا. فَرَبَا الرجل رَبْوَة شديدة، واصْفرّ وَجْهه. فقال: ويَحْك إن أَبَيْتَ إلاَّ أن تَصنع فعليك بهذا الشَّجر، كل شيء ليس فيه روح. رواه البخاري ومسلم

وقال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ . اهـ . وقال : وَرَدَ فِي الأَحَادِيثِ : الإِخْبَارُ عَنْ أَمْرِ الآخِرَةِ بِعَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ . وَأَنَّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ".

والتصوير والنحت في الفكر الإسلامي يتجاوز مرحلة الكراهية إلي التحريم البائن، والإسلام السلفي يضع كل النحاتين والرسامين والمصورين والموسيقيين وغيرهم من الفنانين في مرتبة الكفار والمشركين بالله، ومن الروايات التي يمكنني أستدعائها لإثبات هذا الإدعاء رواية البخاري ومسلم عن عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله: ما بال هذه النمرقة ؟ فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها، فقال رسول: إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون، ويُقال لهم: أحيوا ما خلقتم، ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة.

روى البخاري عن ابن عباس أنه قال : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد؛ أما ودّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف ثم سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع. أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عُـبِـدَتْ.

وفي الصحيحين عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير ذكرنها لرسول الله فقال: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة.

مما سلف من الأحاديث يتبين موقف السلفيين والإسلاميين بشكل عام من الفنون، وهو موقف أحترمه علي الرغم إنني أخالفه جملة وتفصيلاً، وقد حرصت أن تكون مصادري للأحاديث من كتب البخاري ومسلم وهي أقوي الكتب أسانيداً عند عموم المسلمين الذين يعتبرونها الأبعد عن شبهة التدليس والتحريف! 


ما دعاني لكتابة هذه التدوينة هو مشاهداتي لمعارض البيكلايوس ومشاركات الطلاب الإسلاميين، ذلك بالرغم من وضوح نصوص الإسلام وتفصيل فتاوي الشيوخ من الفنون والإشتغال بها!!! ولكن دهشتي تعاظمت عند زيارتي لمعرض الـ(حجابوفوبيا في الغرب) الذي إشتمل علي لوحات وتصاوير لمنحوتات شهيرة خضعت لعملية (أسلمة قسرية) عبر إلباسها الحجاب والعباءة!

الأسلمة بدأت بتمثال الحرية الذي قام به النحات الفرنسي (فريديريك بارتولدي)، وهو التمثال الذي قامت قامت فرنسا بأهداءه للولايات المتحدة الأمريكية عام 1886 بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية التي أنتهت إستقلال البلاد عن فرنسا وإنجلترا، تم نصب التمثال في مرفأ مدينة نيويورك وليصبح بعد ذلك أيقونة للحضارة الأمريكية، ورمزاً للحرية، ولكن الطلاب الأسلاميون لا يتفقون مع هذا النوع من الحرية الليبرالية، فقاموا بإلباس التمثال عباءة حالكة السواد وكتبوا تحت البوستر:

"The perfect form of freedom"


فهل يا تري هذه هي الصيغة المثالية للحرية؟ ألم يدقق هؤلاء في بقية تفاصيل التمثال ليلاحظوا القمع الملقية تحت أرجل إلهة الحرية؟


وجدت لوحة "السيدة المنتحبة" للفنان الأسباني بابلو بيكاسو التي قام بها كتكملة للوحة الـ(غيرونيكا) الشهيرة، ولتكون صورة عالمية للمعاناة بدلاً من الرسم المباشر عن آثار الحرب الأهلية الأسبانية، وفي سياق اللوحة قال بيكاسو إن النساء (الآت معاناة)! 


 ولكن أصدقائنا في المعرض الإسلامي أعادوا رسم "السيدة المنتحبة" وهي تبسم فرحة بعد تغطية رأسها بقماش أزرق للمزيد من الحشمة، فأعادوا تسمية اللوحة بـ"المرأة السعيدة"!


أما لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي (ليوناردو دافنشي) فقاموا بإلباس السيدة "ليزا ديل جيوكاندو" غطاءً الرأس، وخُيل لي بأنها بدت في الرسم بدينة بعض الشئ، ويديها متورمتان، ولكن الشئ المهم أنها بدت لي سعيدة بهذا اللباس الملتزم بتعاليم الدين الإسلامي!


العديد من الفنانين قاموا بإعادة رسم للموناليزا وقدمت المدرسة الدادية والسريالية العديد من الرسومات الكاريكاتيرية المبنية علي لوحة الموناليزا؛ فالأسباني سلفادور دالي قام برسم وجهه علي جسد الموناليزا، والرسام يوجين باتيو جعلها تدخن المخدرات عبر الغليون، أما الفرنسي مارسيلو دوشامب فقام بإضافة شارب ولحية لوجه الجيوكندا وكتب تحت اللوحة (L.H.O.O.Q)، وهي  نكتة فرويدية وإشارة ساخرة منه للزعم الشائع بالشذوذ الجنسي لـ(ليوناردو دافنشي)! مجموع هذه النسخ من الموناليزا يمكن تصنيفها في خانة النكتة والدعابة، ولكنني لا أعتقد بأنه يمكن وضع الطلاب الأسلاميون في نفس التصنيف مع (دالي) أو (دوماشمب)، فالموضوع الذي يطرحه الطلاب يجعل من الصعب تصنيف دعوتهم للحجاب علي أنها مزحة!




إحدي لوحات المعرض ذكرتني بمعركة الحجاب التي أثارها مسلمو فرنسا إعتراضاً علي قانون علمانية التعليم ومنع الإشارات الدينية في المدارس كارتداء الصلبان والقلنوسة اليهودية والحجاب الإسلامي، وهذا الأمر لا آراه تميزاً ضد المسلمين مدام القانون قد ساوي بين جميع الأديان في تطبيقه، فأهل الإسلام يجب عليهم أن يفهموا بأن القانون مطبق عليهم بما أنهم يعيشون في تراب الجمهورية الفرنسية وارتضوا بأن يصبحوا مواطنين فرنسيين. وبالعودة لمعرض الـ(حجابوفوبيا في الغرب)، فقد قام الطلاب في ذلك المعرض بتحوير لوحة (الحرية تقود الشعب) للفنان الفرنسي الشهير (فرديناند ديلاكروا ) بنفس الطريقة مجدداً، إلباس المرأة الحجاب، وهذه المرة كانت الكتابة فوق البوستر:
 "الأسلام سيسود العالم"!
 

الإسلام سيسود العالم؟


هل تذكرون هذه العبارة جيداً؟ هذه العبارة رفعها مسلمو بريطانيا في وجه الدولة التي أعطتهم جنسيتها وفتحت ليهم أراضيها ليكونوا مواطنين فيها، وتوقيت الصورة الشهيرة هو ساعة الحداد الوطني علي ضحايا تفجيرات لندن في السابع من يوليو من العام 2005، وفي ذلك الإعتصام إستحضر الإسلاميون المعتصمون حينها أزمة الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية وتنموا للبريطانيا الذهاب للجحيم وفيها وجهوا نداءً إلي أسامة بن لادن ليقوما بإحتلال بريطانيا! هذا كان موقف بعض مسلمو بريطانيا من مواطنيهم البريطانيين الذين قتلوا علي أيدي راديكاليين إسلاميين بريطانيين!!! 


أنظروا في الفيديو أدناه لحديث الملا آنجوم شودري؛ الإنجليزي الجنسية وهو يتحدث عن دار الإسلام ودار الحرب ودار الفتنة عقب تفجيرات 7/7 





وأنظروا لهذا التقرير وصورة المسلمين في بريطانيا وأوروبا!


إختيار عبارة "الإسلام سيسود العالم" التي تحمل هذا الماضي القبيح في ذاكرة الإنسان الغربي ووضعها علي البوستر يمثل الخيار الأسوء علي الإطلاق لبوستر إسلامي دعائي، فتأمل!

في شهر ديسمبر من العام 2009 كتبت مقالاً أعلق فيه علي قرار سويسرا بمنع إقامة المأذن في البلاد، وكتبت عن الجوانب التي لم يكشفها الإعلام الإسلامي لجمهور المسلمين تجاه هذه القضية، ومن المقال أقتبس:

"احتجز بعض المسلمين أنفسهم في وسواس (التمييز العنصري) لدرجة أن البعض منهم لا يتقن لغة البلد التي يعيش فيه، ويموت بها فيعيش منعزلاً في المجتمع. صنع بعض المسلمين (جيتو إسلامي) في المدن التي يعيشون بها واختاروا طواعية أن ينعزلوا عن مجتمعات يرون أنها مجتمعات الكفر والفسوق والإنحلال ثم من بعد ذلك يصرخون بأنهم يعانون من التمييز على أساس الدين والعرق!!! مهاجرون مسلمون قرروا تأسيس بلدة إسلامية في شرق الولايات المتحدة الأمريكية اسمها (
Islamville) وذلك حتى ينشأ فيها أبناءهم على قيم الإسلام الحق، بعيداً عن المجتمع الأمريكي المتحلل من الأخلاق، يفعلون ذلك في أمريكا نفسها التي قاتلوا وأبائهم من قبلهم للوصول إليها. مسلمو المهجر لا يزال يدورون في حلقة مفرغة وعاجزون عن فك رموز معادلة الموازنة بين القوانين العلمانية للبلاد التي يعيشون فيها وبين متعقداتهم الدينية, وإذا وسعنا (زووم الرؤية) سنجد أس المشكلة هي المسلم وارتباكه بشأن انتمائه المزودج للـ(الإسلام ووطن المهجر). أحد الأئمة في أوستراليا منع أطفال المسلمين من ترديد النشيد الوطني للبلاد لأنه (مخالف للإسلام)، إمام آخر في بلاد الأستورال قال بأن الإسلام يحلل في تعاليمه ضرب المرأة في حال عصيانها لبعلها ومن قال بغير ذلك فهو كافر، وإن كان المجتمع الأسترالي!!!

نشرت قناة الحياة لسان حال أقباط مصر في المهجر فيديو يظهر فيه إمام مسجد لشبونة غاضباً مشدوداً وقال في سياق هجومه على سيد القمني ما معناه: (جهادنا ضد سيد القمني هو جزء من جهادنا على الغرب الكافر الملحد)! يقول هذا وهو في قلب أروبا والتي لا يرى فيها إلا هدفاً يستحق التدمير وقلعة من قلاع الكفر التي تنتظر سيل المد الإسلامي الجارف ليقتلعها من جذورها. بهذه العقليات الاستئصالية تحول بعض المسلمين إلى وكلاء لحروب الإسلام السلفي والجماعات الجهادية التي تؤمن بكفر المجتمعات الغربية (التي يعيشون على خيراتها), فتسلل بين براحات حرية التعبير والتدين ذوي اللحى الطويلة والنساء المنقبات والأئمة الذين يحملون في أيديهم السيوف لقطع رؤوس الزناة العصاة. هذه الممارسات المتطرفة جعلت حتى المجتمعات التي نشأ فيها الإسلام - السعودية مثالاً - تشن حملة تطهير لمثل هذه الجماعات فما بالك بأروبا التي لا تزال تحاول التعايش مع الوافد الجديد عليها."
قراءة المقال كاملاً قد تعطي القارئ صورة أوضح لوجهة نظري، أنظر في الرابط أدناه
http://tnayer.blogspot.com/2009/12/blog-post.html


أعتقد بأن الكثير منا يذكر بوستر البروبوغندا الأمريكي الشهير (أنا أريد من أجل جيش الولايات المتحدة) والذي يظهر فيه العم سام مقدماً الدعوة للتطوع في الجيش أثناء الحرب العالمية الثانية والإنخراط في القتال


















أما في بوستر المعرض فتظهر فتاة أمريكية تطالب الناس بالقتال معها في معركة الحجاب! في نهاية المعرض أيقنت تماماً بأنني أزور ورشة لصناعة بوسترات البروبوغاندا وليس معرض فني! 






مجمل اللوحات كانت تشويهاً قبيحاً لرسومات رائعة ومنحوتات جميلة أستغلها طلاب الفنون الإسلاميون للترويج لإيدولوجيا تعادي الفن وتحرمه وتحتقر الفنانين وتتوعدهم بالعذاب في الجحيم، أيدولوجيا تقوم بتلقين الملتزمين بها أن المرأة عورة! الشيخ السلفي أسحاق الحويني قال بأن وجه المرأة كفرجها؛ وذلك للتدليل علي أهمية النقاب في الإسلام! لاحظ أنه شدد علي النقاب وليس الحجاب! 



أنا لا أحترم علي هذا الشيخ وأفكاره المريضة، بل أنا مشفق علي الملايين والملايين من النساء يقنعن ويؤمنن بأنهن (عورة) ليس إلا!

إذا تجاوزنا التشويه غير المتقن للرسومات، ومبررات إنخراط الطلاب الإسلاميين والسلفيين في ممارسة الفن الذي يعتبر محرم قطعياً في دينهم، ففكرة السطو الغير إحترافي والتخريب المنهجي للمنتوج الفني للآخرين إنما يوضع الكسل الفكري لطلاب الفنون الإسلاميين، وهو يوضح عجزهم عن تقديم حضارة إسلامية تقدم للإنسانية نموذج مختلف عن صور الرجم وقطع الرؤوس والأيدي وجلد النساء التي أصبح البعض يقرنها دوماً بكلمة "إسلام". وأنظروا للصور التي وجدتها في الصفحة الأولي من غووغل عندما كتبت كلمة (إسلام) باللغة الأنجلزية في محرك البحث، في أعلي الصفحة الثانية ستجد صورة لمفجرين إنتحاريين يتعهدون طفل جهادي بالرعاية! ومع مثل كل هذه الصور النمطية السيئة عن الإسلام هل يريد طلاب الفنون الإسلاميون زيادة الطين بلة وإثارة المزيد من الرعب تجاه الإسلام؟







إختيار الرسومات كان عشوائياً أعلاه بل هي ما ظهر علي صفحة غووغل مع أول محاولة بحث، لاحظ للعلامات الحمراء في محرك البحث. هذه النتائج ظهرت في الصفحة الأولي مع كلمة "إسلام" مجردة، ولك أن تنظر إلي نتائج البحث إذا قمنا بإختيار كلمات أكثر إثارة للجدل مثل الإرهاب أو الجهاد أو الرجم وغيرها

فشل المسلمين في بناء حضارة معاصرة يحترمها العالم أدعاء أثبته طلاب الفنون الإسلاميون في معرض (الحجابوفوبيا في الغرب) والذي كان عبارة عن غنائم حرب تم تجميعها عبر الإستيلاء والقرصنة علي منتجات فنية لحضارة أخري، والمفارقة أن هذه الرموز الفنية تدعو للحرية والإنعتاق وهي قيم أبعد ما تكون عن فكر تغطية العورة وعقيدة قمع الإنسان الذي يروج لها االراديكاليون! منظمو المعرض عجزوا عن تقديم رموز فنية وحضارية خاصة بهم، فما كان منهم إلا السطو علي مجهودات الآخرين، والقيام بالإستيلاء علي منجازاتهم وتحويلها لمنصة للترويج لبربوغاندا الإسلام السياسي!


هذا المعرض يمكن إستخدامه كفزاعة للتخويف من الإسلاموية وكنموذج لفكر إستئصالي الذي يدعو لإقتلاع الحضارة الأوروبية وإقامة دولة إسلامية علي أنقاض ما بناء الغرب وأنتجه من حضارة وفكر وفن "غير إسلامي"! ومن خلال هذا المعرض قام طلاب الفنون الإسلاميون بشويه صورة الإسلام التي أرادوا تنظيفها من خلال المعرض، فأصبحوا كمن أراد  أن يضع الكحل علي العين فألفت المرود منه وتسبب في فقأ العين بدلاً من تجميلها!


No comments: